القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار الاخبار

نص الكنيسة نــورت للكاتب إبراهيم أصلان


النــــص 


 زمان , كان النهر مكشوفا للعيان . وزمان كان أهالى إمبابة يقضون سهراتهم طوال شهر رمضان على طول شاطئه الممتد , يغادرون الحوارى , وهم يحملون الحصر والأوانى ، الأولاد يلعبون , وهم يتسامرون ويشربون الشاي ، ويجمعون حوائجهم ساعة السحور ويعودون .
  كانت عائلة العم منصور المسيحى تجاورنا سواء في البيت أو في قعدة الشاطئ ، وكانوا يساهمون في القروش القليلة التي يجمعها الأولاد من أجل تزيين الحارة ولا يفطرون إلا مع الآذان ، وكنا نتبادل ألواح الصاج التي نرص عليها الكعك والبسكويت والغريبة ، ونتبادل حملها إلى الفرن القريب ونظل حتى الصباح حيث يعود كل منا بألواحه ، ونتبادل الزيارة يوم العيد. ومن أكثر صور تلك الأيام التصاقا بذاكرتى ، وذاكرة أبناء جيلى من أهالى المنطقة انتظارنا مدفع الإفطار على شاطئ النهر. كنا نتجمع عشرات الأولاد على الحافة
  وكان الشاطئ الممتد ينتهى بانحناءة تحت كوبرى إمبابة الكبير , وداخل هذه الانحناءة كان مدفع رمضان الرابض لا يبين منه شيء لذلك لم نكن ننظر هناك بل كانت عيوننا مصوبة في ترقب عبر النهر إلى مبنى شبه مختف وراء الأشجار هناك في حى الزمالك
  ويكون النهر طافحا  والماء مثقلا بطميه الفوار , وتكون الدنيا صيفا والبلح الأحمر طلع , وتظل عيوننا معلقة بذلك المبنى شبه المختفى , فجأة تضاء نوافذه النحيلة المتباعدة عبر الفروع والأغصان ؛ حينئذ نهلل جميعا في غناء موقع : "الكنيسة نورت ... الكنيسة نورت " , ومع ذلك النور المحمر النوافذ والغناء يطلق المدفع الرابض عند انحناءة النهر طلقة قوية لها صدى , حينئذ نميل بأجسادنا إلى هناك , ونرى دخانها الكثيف الأبيض وهو يغادر مخبأه , وبروح يسرح كثيفا على سطح الماء
 والصديق إدوار الخراط اتصل يقول : كل سنة وأنت طيب وأنا سألته عن اسم تلك الكنيسة التي كان يمكن رؤيتها من إمبابة زمان وهو يقول إن الزمالك حيث يقيم لا يوجد بها إلا كنيسة العذراء بالمرعشلى , قلت لم أعد أراها قال إن المباني حجبتها

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات