( الموضوع السابع
) مقــال لابن مسكويـــه اقرأ المقــال بعنــاية ، ثم أجب عن الأسئلة
◄واعلم أن مشاركة الصديق في السراء - وإن كانت
- واجبة فإن مشاركته في الضراء أوجب وموقعها عنده أعظم . وانظر عند ذلك إن أصابته نكبة
أو لحقته مصيبة أو عثر به الدهر كيف تكون مواساتك له بنفسك ومالك وكيف يظهر له تفقدك
ومراعاتك ولا تنتظرن بأن يسألك تصريحاً أو تعريضاً بل اطلع على قلبه واسبق إلى ما في
نفسه وشاركه في مضض (ألم) ما لحقه لتخفف عنه.
◄وإن بلغت مرتبة من الغنى فاغمس إخوتك فيها من
غير امتنان ولا تطاول وإن رأيت من بعضهم نُبُوّاً عليك (إعراضاً ، ابتعاداً) أو نقصاناً
مما عهدته فاختلط به واجتذبه إليك فإنك إن أنفت من ذلك (استكبرت) أو داخلك شيء من الكبر
والصَّلَف (العجرفة) عليهم انتقض (انقطع) حبل المودة وانتكثت (ضعفت) قوته ومع ذلك فلست
تأمن أن يزول عنك الغنى فتستحي منهم وتضطر إلى قطيعتهم حتى لا تنظر إليهم ، ثم حافظ
على هذه الشروط بالمداومة عليها لتبقى المودة على حال واحد.
◄وليس هذا الشرط خاصاً بالمودة بل هو مطرد في
كل ما يخصك أعنى أن مركوبك وملبوسك ومنزلك متى لم تراعها مراعاة متصلة فسدت وانتقضت.
فإذا كانت صورة حائطك وسطوحك كذلك ومتى غفلت أو توانيت لم تأمن تقوضه وتهدمه ، فكيف
ترى أن تجفو (تتجاهل ، تنفر) من ترجوه لكل خير وتنتظر مشاركته في السراء والضراء ومع
ذلك فإن ضرر تلك يختص بك بمنفعة واحدة ، وأما صديقك فوجوه الضرر التي تدخل عليك بجفائه
وانتقاض مودته كثيرة عظيمة ذلك أنه ينقلب عدواً وتتحول منافعه مضاراً فلا تأمن غوائله
وعداوته وينقطع رجاؤك فيما لا تجد له خلفاً ولا تستفيد عنه عوضاً ولا يسد مسده شيء
، وإذا راعيت شروطه وحافظت عليها بالمداولة أمنت جميع ذلك .
(1) مـــرادف " غـــوائـــل "
.................. ( الظــــلم – الشـــــر – النفـــاق – الكراهيــة )
(2)
استخرج من الفقرة الأولى : كلمتين مترادفتين ، وبين قيمتها الفنية
(3) علل / ضـــرورة مشـــاركة الصديق الغني
أصدقاءه في مــاله .
(4) مضـــاد " متصلــة "
.................( متقطعــة – متنافــرة – متدرجــة – متفــرقة )
(5) وضح أضرار الصديق عند جفائه وانتقاص
مودته .
(6) قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَن نفَّس عن
مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة ) وضح إلى مدى التوافق في المعنى مع ما دعا
إليه الكاتب
(7) مـــا علاقة " لتبقى المودة على
حـــال واحــد " بمــا قبلهـــا ؟
تعليقات
إرسال تعليق