إنْ رَأَيْتِ الرِّيحَ تُذْرِي
الثَّلْجَ عَنْ رُوسِ الجبَالْ
أو سَمعْــــتِ الرِّيحَ
تَعْــوِي فِي الدُّجَى بَيْنَ التِّلالْ
تَسْكُـــــنُ الرّيــــحُ
وتَبْقَــــيْ باشْتِيَـــاقٍ صَاغِيهْ
وأُنَــــادِيـكِ ولَكـــــِنْ
أنْــــتِ عَنِّــــي قَاصِــــيهْ
فِـــــــــــي مُحِيــــــــــــطٍ
لا أَرَاهْ
هَـــــــــلْ مِنَ الرِّيـــــــحِ
وُلِدْتِ ؟
ÿÿمعاني الكلمـــات
ÿÿ
|
الكلمــة
|
معناهــا
|
الكلمــة
|
معناهــا
|
|
الريح
|
الهواء
المتحرك السريع (ج) رياح – أرياح – أرواح
|
تُذري
|
تفرق – تطير – تشتت (x) تجمع
|
|
الثلج
|
الماء
المتجمد (ج) ثلوج
|
روس الجبال
|
أعالي الجبال – قمم الجبال أصلها (رءوس) وحذفت الهمزة تخفيفًا للوزن (x) سفوح –
منخفضات
|
|
تعوي
|
تصيح ( تصدر
صوتًا كالعواء وهو صوت الذئب)
|
الدجى
|
سواد الليل وظلمتـــه (م) الدُّجيــة (x) أنوار – ضياء
|
|
التلال
|
هو ما ارتفع
من الأرض عما حوله (م) التـــل
|
تسكن
|
تهــدأ (x) تثـــور
|
|
تبقي
|
تدوم وتستمر
|
اشتياق
|
تلهف – رغبة شديدة (x) فتور – بعد ونفور
|
|
صاغية
|
مائلة – منصتة – مستمعة ( الأفضل منها
مصغيــة لأن فعلها أصغى) (x) منصرفة
|
أناديك
|
أدعوك
|
|
قاصية
|
بعيدة (x) قريبة – دانية
|
محيط
|
مكان – وسط – بيئة (ج) محيطات
|
|
ولدت
|
خلقت
|
|
|
الشـــرح
ونلمس التقديم الحسي في المقطع الثالث في صورة الريح تهب هبوبًا عنيفًا على
قمم الجبال وبين التلال ، فتعصف في الحالة الأولى بما تجمد من ثلوج فوق القمم ،
وتحولها ذرات طائرة في الفضاء ، وتبدو محاصرة في الحالة الثانية فيبدو صوتها
مخيفًا كعواء الذئاب ، فهي تصغي إلى حركة الريح ، وحين يناديها الشاعر تبتعد عنه
ولا يراهــا ؛ لأنها ذابت مع الريح واتحدت بهـــا
من مواطن الجمـــال
(إنْ رَأَيْتِ الرِّيحَ
تُذْرِي الثَّلْجَ عَنْ رُوسِ الجبَالْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة يخاطبها وترى ، وسر جمال الصورة
: التشخيص ، و (الرِّيحَ تُذْرِي الثََّلْجَ عَنْ رُوسِ الجبَالْ) كناية عن شدة هبوب
الريح وقوتها .
( الريح تذري ): كناية عن شدة الرياح وقوتها ، سر جماله الإتيان بالمعنى مصحوبًا بالدليل
وبصفة عامة خطاب الشاعر
لنفسه في هذه المقطوعة بـ(رَأَيْتِ - سَمعْـتِ - أُنَادِيـكِ - أنْتِ - وُلِدْتِِ) استعارة مكنية فيها
تشخيص لنفسه بامرأة يحاورها ويخاطبها ويتكلم معها .
(رأيت الريح تذري –
سمعت الريح تعوي ) : حسن
تقسيم يعطي جرس موسيقي
(الرِّيحَ تَعْـوِي فِي
الدُّجَى) : استعارة مكنية ، حيث
صور الشاعر الريح بذئاب تعوي في الظلام الدامس ، وسر جمال الصورة : التوضيح ، وتوحي
الصورة بشدة الفزع والرعب .
(تَعْـوِي - تَسْكُنُ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
تذري / تعبير يوحي بقوة الرياح - تعوي / تعبير يوحي بالخوف والفزع
صاغية / تعبير يوحي بالاهتمام وحسن الاستماع - الجبال والتلال / جمعًا للكثـــرة
(تَبْقَـيْ (الريح) باشْتِيَاقٍ
صَاغِيهْ) : استعارة مكنية ، حيث
صور الشاعر الريح بامرأة تنصت وتسمع باهتمام ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي الصورة
بشدة الإنصات والاهتمام (صورة ممتدة للريح . علل) .
(تَبْقَـيْ باشْتِيَاقٍ
صَاغِيهْ) : أسلوب قصر بتقديم الجار
والمجرور (باشْتِيَاقٍ) على الحال (صَاغِيهْ) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .
(وأُنَادِيـكِ) : استعارة مكنية ، حيث صور الشاعر نفسه بامرأة يُنادي عليها ، وسر جمال الصورة
: التشخيص .
تذري – تعوي – أناديك –
تبقي : ( استخدام الأفعـــال المضارعــة تفيد التجدد
والاستمــرار واستحضــار الصورة )
(لَكــِنْ أنْتِ عَنِّي
قَاصِيهْ) : استعارة مكنية ، حيث
صور الشاعر نفسه بامرأة تبتعد عنه ، وسر جمال الصورة : التشخيص .
(لَكــِنْ أنْتِ عَنِّي
قَاصِيهْ) : أسلوب قصر بتقديم الجار
والمجرور (عني) على الحال (قاصيه) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد ، و(لَكــِنْ) : تفيد
الاستدراك منعاً للفهم الخاطئ .
(صَاغِيهْ - قَاصِيهْ) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً وإيقاعاً محبباً للأذن .
(فِـي مُحِيط لا أَرَاهْ) : تعبير يبرز الحيرة الشديدة المستمرة في رحلة البحث المرهقة للعقل عن ماهية
(حقيقة) النفس ، واستخدام أداة النفي (لا) يفيد استمرارية جهله بحقيقة النفس .
(هَلْ مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ
؟) : أسلوب إنشائي / استفهام
، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والرغبة الشديدة المتلهفة في معرفة الإجابة ، وأسلوب
قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنَ الرِّيحِ) على الفعل (ولدت) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد
.
(مِنَ الرِّيحِ وُلِدْتِ) : استعارتان مكنيتان ، حيث صور الشاعر الريح بامرأة تلد ، والنفس بإنسان يُولد
، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وبناء الفعل (وُلِدْتِ) للمجهول إيجاز بحذف الفاعل
.
س: علل : تكرار الشاعر لكلمة
(الريح) أربع مرات في المقطوعة السابقة .
ليؤكد على مذهبه الشعري الذي يؤمن بوحدة الوجود ، ولإبراز قوة العلاقة بين الطبيعة
(الريح) والإنسان فهما - من وجهة نظر الشعراء المهجريين - توءمان لا ينفصلان .
إنْ رَأَيْتِ الفَجْرَ يَمْشِي
خِلْسَةً بَيْنَ النُّجُومْ
و يُوشِّـي جُبـّةَ اللَّيْلِ
المُوَلّـِي بالرُّسُومْ
يَسْمَعُ الفَجْرُ ابْتهَالاً
صَاعداً مِنْك إلَيْهْ
وتَخِــرِّي كَنَبِـيٍّ
هَبَطَ الْوَحْيُ عَلَيْهْ
بخُضُــــــــوعٍ جَاثـِيَهْ
هَلْ مِنَ الْفَجْـــر انْبَثَقْتِ
؟
ÿÿمعاني الكلمـــات
ÿÿ
|
الكلمــة
|
معناهــا
|
الكلمــة
|
معناهــا
|
|
الفجر
|
ضوء الصباح
، طلوع النهار
|
يمشي
|
يسير – يتحرك (x) يقف – يسكن
|
|
خلسة
|
المقصود
(خفية) ، (ج) خُلس (x) جهرًا - علانية
|
النجوم
|
(م) نجم
|
|
يوشي
|
يزين – يجمل
– يحسن (x) يشوه – يقبح
|
جبة
|
ثوب واسع (ج) جُبَب – جِباب – جبائب
|
|
المولى
|
المُدبِر –
المنقضى - الراحل (x) المقبل
|
الرسوم
|
المقصود الأشكال – الظلال (م) رســم
|
|
ابتهالاً
|
تضرعًا – خشوعًا في الدعاء
|
صاعدًا
|
مرتفعًا (x) هابطًا
|
|
تخري
|
تسقطي – تميلي – المقصود (تسجدي) (x) تقومي – تنهضي
|
كنبي
|
رسول (ج) نبيون
|
|
هبط
|
نزل
|
الوحي
|
ما يوحيه الله إلى أنبيائه – الإلهـــام (ج) الوُحِي
|
|
خشوع
|
تضرع – خضوع
|
جاثية
|
جالسة على ركبتيك (x) واقفـة
|
|
انبثقت
|
اندفعت –
تدفقت
|
|
|
الشــرح
ويبدو التقديم الحسي
أكثر وضوحًا في هذا المقطع ؛ حيث يتجسد الفجر في صورة إنسان يختلس الخطا بين نجوم
الليل ، ويزين ثوب الليل المدبر برسومه الجميلة ، ويسمع الفجر ابتهالات تشيع جوًا
من العبق الديني فتميل النفس إلى الخشوع وتصل إلى مرحلة الصفاء والدنو من الروح الأعلى
، ويتساءل الشاعر لإظهـار الحيرة : هل اندفعت نفسه من الفجــر ؟!
من مواطن الجمـــال
(إنْ رَأَيْتِ الفَجْرَ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة يخاطبها وترى الفجر ، وسر جمال
الصورة : التشخيص .
(الفَجْرَ يَمْشِي خُلْسَةً
.. يُوشِّـي جُبـّةَ اللَّيْلِ .. يَسْمَعُ ابْتهَالاً) : صورة ممتدة للفجر ففيها استعارة مكنية للفجر مرة بإنسان يمشي متسللاً ومرة
بفنان مبدع يزين ويجمل الليل الأسود بخيوط ضوئه الأبيض ، ومرة بإنسان يسمع تضرع نفس
الشاعر ، وسر جمال تلك الصورة الممتدة : التشخيص .
(رَأَيْتِ
- خُلْسَةً) : محسن بديعي / طباق يبرز
المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(الفَجْرَ-
اللَّيْلِ ) : محسن بديعي / طباق يبرز
المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
( خلســـــة ) : تعبيـــر يوحي بالتخفي والتســلل .
( ابتهـــــــال ) : تعبيـــر يوحي بالتضـــرع والخشــوع
( يوشــي ) : تعبيــر يوحي بالزينـــة والجمـــال
(يُوشِّـي جُبـّةَ اللَّيْلِ
المُوَلّـِي بالرُّسُومْ) : استعارتان
مكنيتان ، في الصورة الأولى صوّر الشاعر الفجر بفنان مبدع يزين ويجمل الليل الأسود
بخيوط ضوئه الأبيض ، وفي الصورة الثانية تصوير لليل بإنسان يرتدي جبة ويتأهب للرحيل
، وسر جمال الصورة : التشخيص ، ويجوز أن تكون الصورة تشبيهاً لليل بجبة للتجسيم والإيحاء
بشدة سواد الليل .
(يوشي جبة الليل ) : تعبيــر يوحي بجمـــا الفجــر وما يصنعــه من زينة وإشراق في الطبيعة
(يسمـــع .....تخري) : علاقتها بما قبلهـــا (( نتيجــــة )) ، والعطف أفــاد التنـــوع
(النجوم – الرســوم ) : محسن بديعي / جنــاس ناقص يعطي نغمة موسيقية تطرب الأذن .
(ابْتهَالاً صَاعداً مِنْك
إلَيْهْ) : استعارة مكنية ، حيث
صوّر الشاعر نفسه بامرأة صوت ابتهالها وتضرعها يرتفع ويعلو ، وسر جمال الصورة : التشخيص
.
(صاعدًا – هبـط ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحــه
(مِنْك - إلَيْهْ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه .
(إليـــه – عليـــه ) : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي نغمة موسيقية تطرب الأذن
(و تَخِــرِّي كَنَبِـيٍّ
هَبَطَ الْوَحْيُ عَلَيْهْ) : تشبيه للنفس
بنبي هبط الوحي عليه ، وسر جمال الصورة : التشخيص والتوضيح ، وتوحي بالخشوع التام .
(نَبِـيٍّ) : نكرة للتعظيم .
(نَبِـيٍّ - الْوَحْيُ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن وتجذب الانتباه .
(تَخِــرِّي بخُضُوعٍ جَاثـِيَهْ) : استعارة مكنية ، حيث صوّر الشاعر نفسه بامرأة تركع في خشوع تام ، وسر جمال
الصورة : التشخيص ، وأسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (بخُضُوعٍ) ؛ للاهتمام والتخصيص
والتوكيد .
( تَخِــرِّي - جَاثـِيَهْ) : إطناب بالترادف يؤكد ويقوي المعنى .
(هَلْ مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟) :أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : إظهار الحيرة والدهشة والرغبة الشديدة
المتلهفة في معرفة الإجابة .
(مِنَ الْفَجْر انْبَثَقْتِ؟) : استعارتان مكنيتان ، في الصورة الأولى صوّر الشاعر النفس بماء ينبثق ويتدفق
، وفي الصورة الثانية تصوير للفجر بنبع للماء ، وسر جمال الصورتين : التجسيم ، وأسلوب
قصر بتقديم الجار والمجرور (مِنَ الْفَجْر) ؛ للاهتمام والتخصيص والتوكيد .
س: ما الذي يمثله انبثاق
الفجر عند شاعرنا ؟
يمثل انبثاق الفجر عند شاعرنا - في رحلة البحث عن حقيقة النفس - فرصة للتحرر
من أسر المادة الأرضية وبلوغ مرحلة الصفاء والنورانية والقرب من الخالق .
تعليقات
إرسال تعليق