إيهِ نَفْسِي!
أَنْتِ لَحْنٌ فِيَّ قَدْ رَنَّ صَدَاهْ
وقَّــعَتْـــــــكِ
يَــدُ خَــــلاقٍ بَدِيْعٍ لا أَرَاهْ
أنتِ ريـحٌ ،
ونَسيـمٌ ، أَنْتِ مَوْجٌ ، أَنْتِ بَحْرٌ ،
أنتِ بَرْقٌ
، أنتِ رَعْـدٌ ، أنتِ لَيْلٌ ، أنتِ فَجْـرٌ ،
أنتِ فَيْضٌ
منْ إلَهْ !
ÿÿمعاني الكلمـــات
ÿÿ
|
الكلمــة
|
معناهــا
|
الكلمــة
|
معناهــا
|
|
إيه
|
اسم فعل
أمــر بمعنى (زدني) من الحديث أو العمل المعهود
|
نفسي
|
الأصل فيها ( يا نفسي ) وحذفت الأداة للقرب
، روحي (ج) نفوس – أنفس
|
|
إيه نفسي
|
المقصود (هاتي ما لديك)
|
صداه
|
رجع صوته ،
تردده (ج) أصداء
|
|
رن
|
صاح – أحدث
صوتًا ، المقصود (علا وارتفــع)
|
وقعتك
|
المقصود (خلقتك – أبدعتــك )
|
|
الخلاق
|
الخالق ،
صفة من صفات الله تعالى
|
بديع
|
مبدع – متقن (x) مقـلد
|
|
نسيم
|
هواء رقيق لطيف (ج) نسائم – نِسـام (x) عاصفة – دبور
|
فيض
|
المقصود ( عطاء غزير ) ، (ج) فيوض (x) غيض
|
|
إلــه
|
معبــود – رب
|
|
|
الشــــرح
تتجاوب نفس الشاعر في المقطع الأخير مع الألحان والأنغــام التي يرمز
إليهــا ، على أن هذه العناصر في تصويرهــا الذي قدمه الشاعر في المقاطع السابقة
أشبه بخيوط نثرهــا ، ثم عاد ليجمعهــا ويسمك بأطرافهـــا في المقطع السابع
والأخير ، وهو مقطع يؤدي في موضعه دور لحظة التنوير في القصة القصيرة ، في الوقت
الذي يضيف فيه لمسة أخرى من اللمسات المنطقية في التصميم وإحكام البنــاء فالشاعر
فيه يلتفت إلى نفسه مخاطبًا إياهــا بصيغة تفيد معنى الأمر لها بالاستزادة وكأنما
يقول لها : هاتي ما لديك ! لقد اكتشفت السر ، وعثر على الجواب فأنت - ومثلك كل نفس
إنسانية – إبداع من الخالق عز وجــل ، فأنت الريح والنسيم والموج والبحر والبرق
والرعد والليل والفجر ، فأنت كل ذلك لأنك فيض من الإلــه الذي فاضت عنه الحياة في
سائر مظاهرها وأشكالهــا .
►من مواطـــن الجمــــال◄
(إيهِ نَفْسِي!) : إيه أسلوب إنشائي / أمر (بمعنى زيدي)
، غرضه : التمني . وأيضًا أسلوب نداء وحذفت منه أداة النداء للقرب وأصلهـــا ( يا
نفسي )
(نَفْسِي!) : أسلوب إنشائي / نداء ، غرضه : التعظيم ، وحذفت أداته للقرب .
(أَنْتِ لَحْنٌ) : تشبيه لنفسه باللحن الذي تتردد نغماته في الفضاء الرحب ، وسر جماله
التوضيح والتجسيم ويوحي بجمال النفس وجمال تأثيره
(لَحْنٌ - صَدَاهْ) : محسن بديعي / مراعاة نظير تثير الذهن وتجذب الانتباه .
(قَدْ رَنَّ صَدَاهْ) : أسلوب مؤكد بـ (قد + الفعل الماضي) .
(وقَّــعَتْـكِ يَــدُ خَلاقٍ
بَدِيْعٍ لا أَرَاهْ) : استعارة مكنية
، حيث صوّر الشاعر النفس بلحن رائع أبدعته يد الخالق العظيم ، وأيضاً كناية عن
عظمة الخالق المبدع ودقة صنعه .
(يَــدُ خَلاقٍ) : مجاز مرسل عن قدرة الخالق ، علاقته : السببية ، وسر جمال
المجاز : الدقة والإيجاز .
(خَلاقٍ بَدِيْعٍ) : نكرتان للتعظيم ، وصيغتان للمبالغة ؛ لبيان دوام تلك الصفتين عند الخالق
سبحانه وتعالى .
(خَلاقٍ .. لا أَرَاهْ) : تعبير يوحي بالاضطراب العقائدي لدى شعراء المهاجر ، وما عانوه في غربتهم
(أنتِ ريحٌ ، ونَسيمٌ ، أَنْتِ مَوْجٌ ، أَنْتِ بَحْرٌ , أنتِ بَرْقٌ ،
أنتِ رَعْدٌ ، أنتِ لَيْلٌ ، أنتِ فَجْرٌ ، أنتِ فَيْضٌ منْ إلَهْ !) : تشبيهات متتالية للنفس بالريح والنسيم والموج والبحر والبرق والرعد والليل
والفجر وبالفيض الإلهي العظيم ، وكلها تؤكد مذهب الشاعر الذي يؤمن بوحدة الوجود ، وجاء
هذه الكلمات نكرات ؛ للتعظيم .
(ريـحٌ - نَسيـمٌ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه ويقويه بالتضاد .
(لَيْلٌ - فَجْرٌ) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه
ويقويه بالتضاد .
(أنتِ ريـحٌ ، ونَسيـمٌ
، أنتِ مَوْجٌ ، أنتِ بَحْرٌ , أنتِ بَرْقٌ ، أنتِ رَعْدٌ ، أنتِ لَيْلٌ ، أنتِ فَجْرٌ) : محسن بديعي / حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن .
(مَوْجٌ وبَحْرٌ / بَرْقٌ
ورَعْدٌ) : محسن بديعي / مراعاة
نظير تثير الذهن وتجذب الانتباه .
(فَيْضٌ - إلَهْ !) : نكرتان للتعظيم .
التعـليـــق
◄العاطفــة / العاطفة
المسيطرة على الشاعر في هذا النص هي عاطفة الحيرة الواضحة بكثرة الاستفهــام
وخصوصًا في نهاية كل مقطــع
◄المدرسة الأدبية / مدرسة
المهــاجــر
◄الغرض الشعري / الدعــوة
إلى التأمل في النفس والكون ؛ فهو من الشعر الفلسفي التأملي الذي يهتم بالبحث عن
أسرار الكون والإنسان وهو لون من الشعر برع فيه شعراء المهاجر بصفة عامة
التجربة الشعرية / ذاتية شخصية صادقـــة
◄بنـــاء القصيدة / القصيدة
مثـــال واضح على منطقيــة التصميــم ، وإحكـــام التشغيـــل
توزع موقف الشاعر في حيرته وبحثه عن الجواب على ستـــة عنــاصر من
الطبيعــة : يرى الشاعر نفسه تتجاوب مع كل منهـــا بما يتفق مع طبيعته وهذه
العناصــر ( البحر – الموج – الرعــد – البرق – الريح – الفجر – الشمس – البلبل )
وكل عنصــر من هذه العناصر يشغــل مقطعًا شعريًا مستقلاً في تكوينــه ولكنــه متصل
– في الوقت نفسه – ببقية المقاطع اتصالاً ينبع من تجانس أجزاء الموقف ووحدة
التشكيل الشعري ، وهكذا تبدو تلك المقاطع أشبه بموجات متوالية على مستوى واحد من
القوة ، تتلاحق ولا تتداخــل ، ويعزز بعضهــا بعضًا حتى تنتهي إلى مصب واحد وهو
المقطع السابع والأخير الذي تنكشف عنده الحقيقة وأن النفس الإنسانية جزءًا من كل
عناصر الطبيعــة كما أنها فيض من الإلــه .
◄البنـــاء اللغــوى للقصيــدة / يرتكز البناء اللغوي في المقاطع الستة جميعًا على أساسين همــا
(أ) أسلوب الشرط أداتــه "إن" وجزؤه الأول فعلان متعاطفان همــا
" رأيت وسمعت " يترددان معًا وهو الأغلب ، أو يقتصر على أحدهمــا وهو
قليل
(ب) انتهاء المقاطع الستة الأولى بأسلوب استفهام ذي أداة واحدة وهي "
هــل " التي تحمل معنى الحيرة في البحث عن إجابة عن حقيقة النفس الإنسانية
مثال : هل من الأمواج جئت ؟ – هل من البرق انفصلت ؟ – هل من الفجر انبثقت ؟ ....
◄ملامح التجديد في القصيدة / السياق التاريخي للقصيدة
نظم الشاعر ميخائيل نعيمة تلك القصيدة عام 1917 ، أي في تلك الفترة التي
ترددت فيها أصوات الدعاة من النقاد والشعراء العرب إلى التجديد في الشعر ، وقد كان
واحدًا من أبرزهم في المهاجر ، ومعنى ذلك أنها تحمل ملامح التجديد أو بعضًا منه
على الأقل ، وذلك واضح في مضمونها وشكلها
(أ)
من حيث المضمون التأمل في
حقيقة أسرار الكون والوجود وحقيقة النفس الإنسانية وهذا اللون لم يكن شائعًا بين
الشعراء العرب في ذلك الحين
(ب)
من حيث القالب " الشكـــل " جاءت القصيدة على النسق المقطعي
◆ أسئلة وإجـــابة ◆
س
– ما المعنى الذي يحمله الاستفهام في عنوان القصيدة ؟
يحمل معنى الحيرة ، حيرة الشاعر إزاء قضية من قضايا الوجود الإنساني التي
تؤرق فكره وشعوره ، وهي قضية تدور حول حقيقة "نفســه" ، كمــا يدل على
ذلك تعبيره ، إلا أنها بالطبع تمتد لتشمل النفس الإنسانية عامة التي تعد نفس
الشاعر فردًا من أفرادهـــا
س-
الحيرة أمام أسرار الكون قاسم مشترك بين شعراء المهاجر ، فبم تميز حيرة نعيمة عنهم
؟
يبدو أن هذه الحيرة أمام أسرار الكون وحقيقة النفس كانت قاسمًا مشتركًا بين
شعراء المهاجر ، أو بين عدد منهم على الأقل ، ولكن حيرة نعيمة قد انقشعت وزالت
وسكنت نفسه وقر قرارهـــا
س-
احتفظ النص بشاعريتــه على الرغم من موضوعـــه الذي يدنـــو من الفلسفة . علل
لأن نعيمة نجح في تقديم الصورة الأساسية في كل مقطع تقديمًا حسيًــــا ،
يحفظ لعمله طبيعته الشعرية في تحريك الوجدان واستثارته ، بالإضافة إلى عنصر
الموسيقى الشعريــة
س-
في المقطع السابق طائفة من المفردات خلقت هالة من الروحانية . وضح ذلك مبيناً ما الذي
يخص النفس في هذه الصورة ؟
تأتى طائفة من المفردات اللغوية تتآزر (تقوي بعضها) معاً بما لها من إيحاءات
في خلق هالة من الروحانية تتسق (تتكامل وتنسجم) بها أطراف الصورة ويشيع بها جو من العبق
الديني (أي الأجواء الدينية العطرة) وتلك المفردات هي : " الابتهال " و
" النبي " و " الوحي " و " الخشوع " والذي يخص النفس
في هذه الصورة الخشوع والابتهال فلحظة انبثاق الفجر فرصة للانعتاق من أسر المادة الأرضية
وبلوغ مرحلة الصفاء والنورانية والدنو من الروح الأعلى
س-
المقطع السابق يؤدي في موضعه دور لحظة التنوير في القصة القصيرة . وضح ذلك .
هو مقطع يؤدى في موضعه دور لحظة التنوير في القصة القصيرة في الوقت الذي يضيف
فيه لمسة أخرى من اللمسات المنطقية في التصميم وإحكام البناء فالشاعر فيه يلتفت إلى
نفسه مخاطباً إياها بصيغة تفيد معنى الآمر لها بالاستزادة وكأنما يقول لها : هاتِ ما
لديك لقد اكتشفت السر وعثرت على الجواب فأنتِ ومثلكِ كل نفس إنسانية - نفثة بديع أنتِ
الريح والنسيم أنتِ الموج والبحر أنتِ البرق والرعد أنتِ الليل والفجر أنتِ كل ذلك
؛ لأنك فيض الإله الذي فاضت عنه الحياة في سائر مظاهرها وأشكالها .
س-
لعب الخيال دوره في القصيدة . وضح هذا الدور
لعب الخيال دوره فأسهم في إبراز الفكر والشعور وإظهــار حالة القلق والحيرة
عند الشاعر
س-
التزم الشاعر بوزن واحد لم يكن التزامًا تامًا . وضح
مع ما يبدو من التزام الشاعر بوزن واحد فإن هذا الالتزام لم يكن التزامًا
تامًا ، فقد تحرر منها إلى حد مــا ، وأحدث شيئًا من التغيير في التفعيلة الأخيرة
في بعض الأبيات .
تعليقات
إرسال تعليق